فساد في تنظيم البطولة العربية للكرة الطائرة

| 0 مشاركة
w1
أنا يقظ

 يبدوا أن قطاع الرياضة لم يعد يمثل الاستثناء في تفشي ظاهرة الفساد, و لعل الجامعة التونسية للكرة الطائرة على غرار عديد الجامعات الأخرى, وقعت في شراك الممارسات المخلة بالنزاهة خاصة عندما تتخلى عن دورها التأطيري و تتحول الى مصدر مدر للفوائد و المصالح الغير مشروعة .

تعلقت بالجامعة التونسية للكرة الطائرة شبهات فساد مالي و اداري متعددة, طفت الى السطح خاصة بعد نهاية البطولة العربية للكرة الطائرة التي احتضنتها تونس في شهر فيفري 2018 و التي  نظمتها و استفادت منها الجامعة التونسية للكرة الطارة لتكسر بذلك عادة تنظيم أحد الجمعيات الرياضية التونسية لهذه البطولة بهدف تنمية مهاراتها في تنظيم و إدارة التظاهرات الرياضية  من ناحية و لتحسين مداخيلها المالية من ناحية أخرى.

 نقص غير معلل حسابيا

سجلت البطولة العربية للأندية نقصا في المداخيل مقارنة بالمداخيل المتوقع تحقيقها في مثل هذه البطولات وبالاستناد الى معايير الاحتساب المضمنة بلائحة الجامعة العربية للكرة الطائرة

اذ تقدر المداخيل المفترض تحقيقها طبقا للقوانين الجامعة العربية للكرة الطائرة ب 630.975,000 دينار تونسي تم احتسابها كما يلي :

رسوم المشاركة : 300 دولار x  15 فريق = 4500 دولار أمريكي

رسوم الإقامة و الاعاشة : 15فريق X20X$80X ليلة مقضاة 11 = 264.000 دولار أمريكي

أي أن المبلغ الجملي لرسوم المشاركة و رسوم الإقامة و الاعاشة يجب أن يبلغ :  4500 دولار أمريكي + 264.000 دولار أمريكي = 268.500 دولار أمريكي أي ما يعادل 630.975,000 دينار تونسي علما و أن سعر صرف الدولار في تلك الفترة كان يقدر ب2,35 دينار للدولار الأمريكي الواحد.

رسوم المشاركة حسب قوانين الاتحاد العربي للكرة الطائرة

بينما لم تصرح الجامعة التونسية للكرة الطائرة سوى عن  542.836,000 دينار تونسي فقط و ذلك حسب التقرير المالي الخاص بتنظيم البطولة العربية للأندية لسنة 2018 و الذي سلمته الجامعة المذكورة لمصالح وزارة الشباب و الرياضة فيبقى السؤال المطروح أين تبخرت ال 100.000 دينار ؟

التقرير المالي الخاص بتنظيم البطولة العربية يكشف القيمة الجملية المصرح بها للمداخيل

يجدر بالذكر أن الجامعة التونسية للكرة الطائرة لم تقدم الى الإدارة العامة لرياضة النخبة و الهياكل الرياضية بالوثائق و الكشوفات المتعلقة بالبطولة المذكورة و قدمت تقريرا ماليا دون أي اثباتات عن صحة المعطيات المضمنة فيه و هو ما يعد خرقا للقانون يتحمل مسؤوليته كل من الجامعة التونسية للكرة الطائرة ووزارة الشباب و الرياضة.

و بتوجه أنا يقظ  لوزارة الشباب و الرياضة لمعرفة مصير ال100.000 دينار المفقودة فأجابتنا وزارة الشباب الرياضة في إجابة مقتضبة بأن الجامعة التونسية للكرة الطائرة تعاقدت مع شركة خاصة لتنظيم البطولة العربية للأندية فطالبنا بنسخة من العقد لكن الوزارة لا تملك العقد المذكور.

خرق لقواعد الانتداب

ينص القانون الأساسي للجامعة التونسية للكرة الطائرة على أن يتم استشارة و اعلام سلطة الاشراف الممثلة في وزارة الشباب و الرياضة بكل انتداب و احترام مجلة الشغل التونسية عند الانتداب لكن و خلال البطولة, عمدت الجامعة التونسية للكرة الطائرة و بقرار من رئيسها الى انتداب شخصين دون تحرير أي عقد ينظم علاقة هذين الشخصين بالجامعة.

رئيس الجامعة منح مكافأة مالية قيمتها 500 دينار شهريا و لمدة غير محدودة صرفت لصحفي ادعى بأن مهمته كانت المشاهرة بينما صرف مبلغ 300 دينار لشخص كانت مهمته متابعة النتائج الرياضية عن بعد. نتائج كان يمكن التحصل عليها عبر الولوج الى شبكة الانترنات.

في خرق للقانون التونسي و للقانون الأساسي للجامعة في فصله السادس و الثمانون.

مغالطة مصالح الوزارة

ادعت الجامعة التونسية للكرة الطائرة بعد مضي سنة كاملة عن انتهاء البطولة العربية للأندية بأن شركة خاصة تولت تنظيم البطولة المذكورة في حين أن الجامعة صرفت منحا مالية لأفراد بتعلة انتمائهم للجنة التنظيم فكيف للجامعة أن تصرف أموالا لأشخاص ينتمون الى لجنة التنظيم بينما تولت شركة خاصة تنظيم البطولة.  

أعضاء بالجامعة يحصلون على أموال بدعوى انتمائهم للجنة تنظيم البطولة العربية

لماذا لم يتم اعلان طلب عروض مثلما يقتضيه القانون ؟

ولماذا تم اسناد الصفقة لشركة معروفة بالتحيل في الوسط الرياضي ؟

 وأ ين هو العقد الممضى بين الجامعة و الشركة المنظمة ؟

و لماذا لم يتم تسجيل العقد لدى القباضة المالية ؟

شكوى ضد رئيس الجامعة لدى سفارة السعودية في تونس

 التجاوزات الإدارية و المالية لم  تطل الجامعة و وزارة الشباب و الرياضة فحسب, بل طالت أيضا ناد سعودي شارك في البطولة, اذ رفع نادي الهلال السعودي شكوى رسمية ضد رئيس الجامعة التونسية للكرة الطائرة متهما إياه بتسلم أموال دون وجه حق و مطالبين باسترجاع الأموال التي بلغ سقفها ال11 ألف دينار تونسي و تعود حيثيات هذه الحادثة الى اخر أيام البطولة اذ توجه محاسب نادي الهلال السعودي للكرة الطائرة الى سفارة بلاده في تونس لتقديم شكوى ضد رئيس الجامعة التونسية للكرة الطائرة متهما إياه  متهما إياه بتسلم مبلغ 11.070,000 دينار بدون وجه حق.

اذ تم تسليم رئيس الجامعة  مبلغا ماليا بعنوان مصاريف إقامة فريق الهلال السعودي و الوفد المرافق له ل11 ليلة بالنزل الذي تم التعاقد معه, لكل بعد اكتشاف محاسب النادي المذكور أن الفرق الأخرى لم تدفع نفس المبلغ الذي دفعه توجه الى رئيس الجامعة لمطالبته ببقية الأموال, فوعده بإرجاع المبلغ المذكور في نف اليوم لكنه ماطله بتعلة أن البنك مغلق ووعده بإرجاع المبلغ لاحقا, قبل أن "يختفي" رئيس الجامعة التونسية للكرة الطائرة.

و بالرجوع الى فواتير النزل الذي تم التعاقد معه تبين بأن الفريق المذكور اقام بالنزل 11 ليلا بينما دفع مبلغ إقامة 12 ليلة لرئيس الجامعة.

يجدر بالذكر أن كل عمليات الخلاص من المفترض أن تحدث عبر تحويل بنكي مباشر الى حساب الجامعة التونسية للكرة الطائرة وفق ما ينص عليه قانون الجامعة العربية للكرة الطائرة ووفق التشريعات التونسية الجاري بها العمل و التي تنطبق على الجامعة للتونسية للكرة الطائرة باعتبارها هيكلا يتبع وزارة الشباب والرياضة, لكن الجامعة التونسية للكرة الطائر قامت باستلام الأموال من الفرق المشاركة في البطولة بعنوانين رسوم المشاركة , الإقامة و الاعاشة مقابل وصل تم تسليمه للفرق, وصل تمت طباعته للغرض من قبل الجامعة المذكورة دون أي تأشير أو موافقة من مصالح وزارة الشباب و الرياضة

الهلال السعودي يتهم رئيس الجامعة بالتحيّل

بعد مضي سنة على انعقاد البطولة العربية للأندية التي نظمت في تونس و بعد ورود أكثر من شكاية الى مصالح وزارة الشباب و الرياضة من تونسيين و أجانب منددين بالتجاوزات المالية و الإدارية  التي شهدتها البطولة العربية للأندية لم تحرك الوزارة ساكنا لمحاسبة كل من ثبت تورطه في مخالفة القانون و اهدار أموالا عمومية مما يطرح أكثر من سؤال حول مدى جدية تعامل الوزارة مع ملفات الفساد و الشكايات التي ترد اليها خاصة و أن وزارة الشباب و الرياضة لم تبد أي تعاون بخصوص هذا الملف اثر توجه أنا يقظ اليها للاستفسار و تم  حجب الوثائق و المستندات المتعلقة بهذا الملف أكثر من مرة أكثر من مرة.