في انفتاح على الطاقات الشابة وايمانا منها بدور صحفيي المستقبل في مكافحة الفساد، بادرت منظمة أنا يقظ خلال النسخة الاخيرة من مؤتمر النزاهة بفسح المجال لثلة من طلبة معهد الصحافة وعلوم الاخبار لحضور ومواكبة مختلف الورشات والتظاهرات التي احتضنها هذا المؤتمر بمدينة الثقافة يومي 19 و20 جانفي المنقضي، لانجاز مجموعة من المقالات والتغطيات على غرار هذا المقال الذي كتبته الطالبة غفران الماي.
عند دخولك مدينة الثقافة، ومنذ الساعة التاسعة صباحا من يوم السبت 19 جانفي، تلحظ أن كل ركن بالمدينة على غير عادته، الأضواء، اللافتات، الطاولات بالبهو السفلي، البريق الجميل، فتيات وفتيان بزي موحد تمثل دورهم في استقبال وإرشاد الزوار، كان حضورا مكثفا من مختلف الفئات العمرية و يمكن القول أيضأ أنه اختلاف يعكس أيضا الفئات الفكرية، و مع ذلك قد اجتمعوا اليوم لحضور أكبر تظاهرة في تونس لمحاربة الفساد بعنوان "فضاء النزاهة" و الذي جمع عددا من الورشات التكوينية والمسابقات بمختلف أنواعها، التي تسعى من خلالها المنظمة إلى معاضدة جهود محاربة الفساد وبناء قدرات المشاركين في دعم الشفافية والحوكمة في دورتها الثالثة التي استقبلتها مدينة الثقافة على امتداد يومين 19 و 20 جانفي 2019.
افتتح رئيس المنظمة أشرف العوادي التظاهرة بكلمة ألقاها بقاعة عمر الخليفي بالمدينة استقبل خلالها كل من القاضي محمد عيادي وهو عضو سابق في لجنة عبد الفتاح عمر والسيد علي مكي ناشط بالمجتمع المدني، في لقاء اتسم بالتلقائية وهو ما يمكن ملاحظته من خلال لباس المنسقين الذي لم يكن لباسا رسميا بل تم اختيار البدلات الرياضية البسيطة، وهو ما يعكس رغبة المنظمة في التواصل التلقائي مع الضيوف والإتصال بهم مباشرة دون رسميات، على حد تعبير أشرف عوادي رئيس المنظمة.
استهل أشرف اللقاء بسؤال استفزازي متعلق بملف شهداء وجرحى الثورة قائلا: هل يمكن القول نحن الثلاثة فاشلون؟ وهو ما أكده السيد محمد العيادي بتعبيره عن شعوره بعدم الرضا ولكنه في المقابل أكد على دور الشباب ودعاه للتعامل مع الفشل وعدم اليأس ومواصلة طريق النجاح لأن الحرب ضد الفساد هي معارك، وخسارة معركة لا تعني خسارة الحرب، على حد قوله.
من جهته أشار السيد علي المكي إلى ضرورة لحمة المجتمع المدني لاسيما عائلات الشهداء بسبب العراقيل التي واجهوها أثناء تقديمهم لملفات أبنائهم الذين دفعوا دمائهم فداء للوطن، مع التأكيد على دور السلطة السياسية في ذلك وضرورة تعاونها معها، وفي المقابل عبّر أشرف العوادي عن موقفه المتشائم من ردود فعل السلطة تجاه المنظمة.