أطلقت اليوم منظمة "أنا يقظ " وبصفة رسمية مركز "يقظ" لدعم وإرشاد ضحايا الفساد بدعم من منظمة الشفافية الدولية في إطار سعي كليهما لتشجيع المواطنين على التبليغ عن الفساد المالي والإداري وخلق المناخ الملائم لتعزيز المحاسبة والمساءلة والحدّ من الإفلات من العقاب. ويعد هذا الإطلاق إعلان حرب من طرف المنظمة على الفساد يكون جنودها فيها المواطنون المبلغون عن الفساد بأنواعه.
ويعدّ مركز "يقظ" لدعم وإرشاد ضحايا الفساد أوّل مركز في تونس ينتمي إلى سلسلة من المراكز الموجودة في أكثر من 60 دولة في العالم، وثاني مركز تمّ إنشائه في شمال إفريقيا بعد المغرب، إذ يعمل المركز على مساعدة المبلغين وضحايا الفساد في صياغة شكواهم ومتابعة قضاياهم إلى جانب التحري والاستقصاء في المعطيات المقدمة للوصول إلى الحقيقة كما يساهم في تحسين الإطار القانوني لمكافحة الفساد وتشريك مختلف الأطراف في إيجاد حلول مناسبة لترسيخ قيم النزاهة والشفافية في القطاع العام والخاص وذلك عبر حملات ضغط وأنشطة توعوية موجهة لصناع القرار والمواطنين كافة.
يفسح المركز المجال للأشخاص الطبيعيين والمعنويين للتبليغ عن جميع مظاهر الفساد من رشوة، تهرّب ضريبي، تجاوز للسلطة، محاباة، إهدار مال عام إلخ. ويقدّم المركز في المقابل خدمات تتمثّل بالأساس في تقديم الاستشارات القانونية، المساعدة في الإجراءات القضائية حسب ما تقتضيه الحالة، التحقيق والاستقصاء في حالات الفساد المطروحة والاتصال بالجهات المعنية. وتؤمن هذه الخدمات بصفة مجانية من طرف ثّلة من خبراء في القانون وذلك بمقتضى ترخيص لمعالجة المعطيات الشخصية من الهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية. كما يتعهد المركز بالرد على كل الملفات الواردة عليه في أجل لا يتجاوز خمسة عشر يوما.
وأخيرا، تجدر الإشارة أنّ مركز "يقظ" لدعم وإرشاد ضحايا الفساد جاء ليدعم المشهد العام لمكافحة الفساد في تونس وذلك من خلال سعيه لخلق علاقات تعاون مع مختلف الجهات الرسمية ومكونات المجتمع المدني للفت الانتباه وتسليط الضوء على قضايا ومظاهر الفساد التي تشغل الرأي العام إلى جانب دعم الإطار التشريعي والأكاديمي لمكافحة الفساد محلياً وإقليمياً. ويمثل هذا حربا معلنة على الفساد تتبناها المنظمة في استراتيجيتها الشاملة التي ستشمل أيضا تحقيقات استقصائية لكشف الفاسدين ورفع قضايا بالشركات الفاسدة بالإضافة إلى الأنشطة الرقابية العادية مع الانفتاح على مجالات أخرى تحوم حولها شبهات فساد كالمجال الرياضي.