داخل المدارس.. الإشهار أحلى مع أسترال!

| 0 مشاركة
w1
صورة من صفحة أسترال على فايسبوك

 ما فتئت الحملات الإشهارية لإحدى المؤسسات التجارية تغزو العديد من المدارس، في انتهاك لحرمة المؤسسات التربوية وتجاوز للقانون المتعلق بالتربية والتعليم، فقد استغلّت شركة أسترال المختصّة في صنع مواد التزويق انفتاح وزارة التربية منذ سنة 2011 على منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الاقتصادية لمعاضدة مجهودات الدولة في تعهّد وصيانة المؤسسات التربوية، للتغلغل داخل جل المدارس التي ساهمت في ترميمها وتزويقها.

شركة أسترال أصرّت في جل تدخّلاتها بالمدارس الابتدائية التي تكفّلت بتزويقها على ارفاق شعار حملة ''مدرستي أحلى'' باسمها التجاري في مداخل المدارس وساحاتها وجدران الأقسام، بل عمدت الى تصوير ومضات اشهارية لها مع العديد من تلاميذ المرحلة الابتدائية وهم يروجون لاسمها التجاري.

التسمية التجارية لأسترال توشح احد الجدران بمدرسة ابتدائية

 الأكيد ان انخراط أسترال وغيرها من المؤسسات التجارية في ترميم وصيانة المؤسسات التربوية يبقى امرا محمودا وضروريا لانتشال العديد من المدارس من الوضعيات الصعبة التي باتت عليها، لكن يبقى الاشهار داخل الفضاء المدرسي اعتداء على التلميذ وعلى المدرسة التي يقتصر دورها على النهوض بوظائف التربية والتعليم والتأهيل، وفق الفصل السابع من القانون عدد 80 لسنة 2002 المتعلق بالتربية والتعليم المدرسي.

كما حسمت الاستشارة التي طلبتها وزارة التربية من رئاسة الحكومة في جوان 2012، الجدل حول الاشهار داخل المدارس. اذ بين رضا عبد الحفيظ، الكاتب العام لحكومة حمادي الجبالي ان "استغلال الفضاءات التربوية لغاية اشهارية يتعارض مع وظائف المدرسة التي حددتها احكام القانون عدد 80 لسنة 2002 المذكور والمتمثلة أساسا في الاضطلاع بوظائف التربية والتعليم والتأهيل. لذا فإنه من الناحية القانونية لا يمكن استغلال المؤسسات التربوية لغاية اشهارية."

الكاتب العام للحكومة يرفض استغلال المدارس لغايات اشهارية في 2012

يذكر ان ملف استغلال الفضاءات المدرسية لبث ومضات اشهارية او للترويج لمنتجات تجارية قد طرح بقوة ابان الثورة في اكثر من مؤسسة تربوية. وقد عرجت عليه أنا يقظ في تحقيق سابق بعنوان تشابك المال بالسياسة: ميزانية التربية في خدمة رجال الاعمال، مسلطة الضوء على أوجه عدة للفساد المالي والإداري الذي حف بالعقد المبرم في 2012 بين شركة قروي اند قروي والمندوب الجهوي السابق للتربية بأريانة عمر الولباني

مدرسة المليسة ترحب بكم.. برعاية أسترال

الخطير في هذا الملف ان وزارة التربية، المعنية الأولى بتسيير المدارس وتعهدها والحفاظ عليها، لم تحرك ساكنا إزاء عملية تحويل وجهة حملة وطنية لصيانة المؤسسات التربوية الى غايات اشهارية، فضلا عن التردد الواضح في موقفها مما يحدث بالمدارس العمومية. اذ بينت الوزارة في إجابة على طلب للحصول على معلومة تقدمت به انا يقظ لتمكينها من نسخة من الاتفاق المبرم بين وزارة التربية وشركة أسترال، بينت انها لم تبرم أي اتفاق مع هذه الشركة التجارية، مشيرة الى ان بادرة ''مدرستي أحلى اطلقتها أسترال بالتنسيق مع عدد من الجمعيات الناشطة مع وزارة التربية.

مراسلة وزارة التربية الى أنا يقظ تنفي ابرام اية اتفاقية مع شركة استرال

لماذا اذن لم تتحرك الوزارة لمنع الحملات الاشهارية التي تشنها أسترال او اية مؤسسة تجارية اخرى داخل المدارس سواء عبر طبع اسمها التجاري على الجدران وعلى مداخل القاعات وبالأبواب الرئيسية للمؤسسات التربوية؟ كيف تظل الوزارة صامتة إزاء عملية المقايضة التي عمدت اليها الشركة مع التلاميذ القصر بحثهم على الترويج لها في مقاطع فيديو مصورة يتم ترويجها في مواقع التواصل الاجتماعي مقابل تمكينهم من محفظات جديدة؟ قد تتبدد الحيرة وتتضح الأجوبة اذا اقتفينا اثر المال.