‎الهيئة العليا الغير المستقلة للانتخابات توزع صكوك الحياد

| 0 مشاركة
w1

تونس في 20 أوت 2024

"ستِّ إن أعياك أمري فاحمليني زقفونه" -المَعَرِّي-

تلقت منظمة "أنا يقظ" إعلاما من قبل الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات برفض مطلب اعتمادها لملاحظة الانتخابات الرئاسية لسنة 2024 متعلّلة بعدم احترام المنظّمة لواجب الحياد والاستقلالية والنزاهة إزاء جميع المتدخلين في العملية الانتخابية، دون بيانها بطريقة واضحة لأوجه عدم الحياد. وقد راسلت منظّمة أنا يقظ الهيئة في ثلاث مناسبات قصد مدّها بالأسس التي قامت بالاستناد عليها لتقييمها بالغير محايدة لكن لم تتلقّ إلى حدّ اللحظة أي ردّ، وهو ما يبين أنّ هذا القرار هو قرار يفتقد لكلّ موضوعية، وعليه فقد قامت المنظّمة باستعمال حقّها في التقاضي لإلغاء قرار الهيئة في رفض مطلب الاعتماد.

وتعتبر المنظّمة أنّ رفض الهيئة لطلبها في الاعتماد لم يكن مفاجأ في ظلّ تحول الهيئة إلى ذراع يخدم مصالح رئيس الجمهورية للفوز بولاية ثانية بأيسر الطرق. ومن الواضح والجلي أنّ الهيئة قد أصبحت تخشى كلّ من يقوم بمساءلتها أو بمساءلة رئيس الجمهورية، خاصّة أنّ قرار الرفض قد صدر بعد أيام قليلة من إعلان منظمة أنا يقظ عن نتائج سعيد ميتر: حصيلة 5 سنوات من الحكم أين كانت هذه النتيجة سلبية، وعليه فإنّ المنظّمة تودّ أن تذكّر الهيئة الغير مستقلّة للانتخابات ببعض المعطيات كالتّالي:

تحصّلت منظمة "أنا يقظ" على الاعتماد في ملاحظة الانتخابات البلدية لسنة 2018 من قبل الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات رغم سابقية رفعها لقضايا ببعض الأحزاب المشاركة في تلك الانتخابات، ولم يتمّ رفض مطلبها أنذاك لعدم الحياد،

تحصّلت "أنا يقظ" على الاعتماد في ملاحظة الانتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2019 من قبل الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات -وقد كان آنذاك رئيس الهيئة الحالي نائبا للرئيس- رغم سابقية رفعها لعديد من القضايا بمترشحين في الانتخابات الرئاسية لسنة 2019 على غرار السيد يوسف الشاهد والسيد نبيل القروي وقد تمّ إيداع هذا الأخير السجن بناء على شبهات فساد كانت قد كشفتها المنظّمة، ولم يتم رفض مطلبها آنذاك على أساس عدم الحياد،

قامت المنظمة بإطلاق الشاهد ميتر بتاريخ 8 سبتمبر 2019 أي قبل خمس أيام من الانتخابات الرئاسية لسنة 2019 ولم تتهمها الهيئة بعدم الحياد،

ختاما تعلن منظّمة "أنا يقظ" أنها لن تتوانا عن مساءلة أصحاب القرار ولا عن كشف الحقائق فيما تبقّى من المسار الانتخابي كما تطالب الهيئة بنشر تقرير مراقبة الانتخابات الرئاسية 2019 الذي يدين صراحة رئيس الجمهورية المنتهية ولايته قيس سعيد بعدد من المخالفات الانتخابية، فالحياد والشفافية يحتّمان عليها أن تصارح الشعب بالمخالفات الانتخابية التي قام بها كل المترشحون. وتذكّر أنّ التاريخ لن يرحم كلّ من خان العهد والأمانة وكلّ من حنث القسم.

لَقَد طالَ الحِيادُ وَلَم تَكُفّوا أَما أَرضاكُمُ ثَمَنُ الحِيادِ
أَخَذتُم كُلَّ ما تَبغونَ مِنّا فَما هَذا التَحَكُّمُ في العِبادِ

- حافظ إبراهيم-